بخمستن وإلا بسبعة

Tuesday 22 June 2021
في الزمن الجميل مثل ما يتداول من قبل أجدادنا أطال الله بأعمارهم ورحم الله من توفى منهم، كان هناك قصة متداولة لامرأة تربي في حوش منزلها الدجاج والديكه (بمسمى آخر الديتسة)، وتترزق الله ببيع البيض، فجائها مشتري يسأل عن سعر الدجاجة الواحدة في حال رغبت بالبيع، فقالت بإرتجال وهي تلقي نظرة على محل العقد المزمع إبرامه (الدجاجة): بخمستن و إلا بسبعة. ووفقاً لقيمة الريال الواحد في ذلك الوقت، فكأنها قالت (سأبيع سيارتي بخمسة عشر ألف وإلا ثلاثون ألف). فكانت (سمحة وميب تخالف) رحمها الله هي والمشتري. فتلك السماحة إتصفت بها أمي طوال عمرها -إلا فيما يخص الدين- فكنت أسألها لم تسمح بأن أستعير مجوهراتها وآخذ مستحضرات التجميل الخاصة بها أيام طفولتي؟ ولم عندما يعرف أخي الأصغر أن صاحب ملكية (الببسي) في الثلاجة هي أمي يأخذه دون تردد؟ ولم لا ترفع صوتها وتقول (أنا أريد) وتعبر دائماً بـ(لا النافية). فكانت تجيب (البندري ميب تخالف)، وهي جملة اقتبستها من مقولة تقال لها أيام الطفولة. فتقول أن اكثر جملة سمعتها أثناء طفولتها هي:( البندري ميب تخالف ) عندما يضعون الاطفال بحضانتها ويذهبون، وعندما يبقى فستان واحد لم يرغب به أحد اخوتها، وعندما يُرفض طلبها البسيط.. عادي .. البندري ميب تخالف. فقضيت أنا بدوري نصف طفولتي أصرخ وأقول ( إلا أنا أخالف) حتى وإن كنت أجهل الموضوع. أما في شبابي.. فأدركت أن المخالفة تلك نسبية، كأن تمسك منتصف العصا، تحتاج أن تخالف ما يمس مبادئك، احترامك وكرامتك وأحلامك، أما غير ذلك فاتركه، وتحتاج في بعض الأحيان أن تخالف ما لا يمس شيء مما ذكر أعلاه، ليس لشيء إنما فقط لإثبات (اللا النافية) أمام الشخص المستهدف. المهم أنني عندما انجبت طفلي.. وصار يشبه أبيه وجدته وعماته وأم الجيران.. إلا أنا.. فقلت بكوميدياء سوداء: سمحين وش حليلنا.. حتى الشبه ما نجذبه.