هي من فعلت ذلك

جلست امام ورقة المحضر قبل توقيعها عليه 

تقول انها تعرضت للتحرش ثلاث مرات ، مرةً من عامِل البناء الذي كان يُرمم منزلهم ، وكان قد استدرج انسانيتها الصغيره وحبها للمساعده بحمل الكرسي ، ومرةً من قريبها ، الذي يوازيها عمراً ، بل ليس مره انما مئات المرات منه ، كان صديق طفولتها والولد المحبوب لعائلتها ، ومرة لاتدري من هو لكنها تتذكرها جيداً . 

تطأطأ رأسها الثقيل امام الشرطي ، تقول ان صدمتها لاحقه بهؤلاء المتحرشين ، وانها تحمل عبء كبيراً من العتب ، وانها بعد هذا العمر الطويل قررت ان ترفع شكوى ، لانها شفافه ولا تنام دون ان تنتزع حقها نزعاً 

قال لها الشرطي : هل تعرفين ارقام هواتفهم ؟ او مكان سكنهم؟ هل لديك معلومات عن العامل المجرم ؟ اعتقد انه سافر او مات

قالت  : بل لدي كل شي ، انه في منزلنا الان ورقمه هاهو مُسجل في هاتفي . 

ابتسم الشرطي ابتسامه انتصار : يجب ان يكون جميع الضحايا مثلك ، اذكياء ويترصدن المجرم حتى وان مرت سنوات على فعلته . 

اعطني اسمه 

: امي 

 امي هي من فعلت ذلك ، هي من لم تزرع البوح فيني ، هي من لم ترشدني ان اللمس او التلميحات لا تُقال بمحض الصدفة او الخطأ وانه يجب عليّ ان اخبرها فوراً ، هي من قرر ان يُلبسني الاف الملابس بدلاً من ان يوعي عقلي ، هي من اخبرني ان المُتحرش له حق التحرش طالما انا متوفره امامه ، وانه ان فعلها قد اكون ملوثه لشرف قبيلة كامله ، هي من فعل كل ذلك ..هي من زرعت الصمت والخوف ، هي من كانت تهدد بالتبرىء مني ان فعل احدهم فعلته عندما كنت اوازيها طولاً وهي جالسه ، هي من حذرني بعواقب الخطر قبل ان يعلمني ماهو الخطر

احمرت عيناه ، وامسك القلم حتى كاد ان يُكسر : ايتها العاقه ، اتشكين امك ؟ كل تلك القصص التي تتفهوين بها تشير الى رجال ، اشخاص لا تعرفينهم ، ياحسرة امك على التربيه والتعب 

: لكن... 

: اصمتي وقومي من امامي الان ، هل انتي انسانه طبيعيه ؟ هل تدركين ماتقولين ؟ مستحيل ، من المسؤول عنك؟ ، اخرجي الان والا شكوتك لامك لترفع ضدك دعوى عقوق 

خرجت وهي تردد : اللهم انت ربنا ، انت ولينا ومولانا