ثوم ؟ ياويلنا من الله

Wednesday 13 December 2017








ذكرت لي امي موقف زميلتها في صف دروس القرآن الكريم اثناء ما نحن نمسح غبار ايام العام الماضي من المدفئة : انها كانت تؤمن أن " الثوم " حرام وعيب ومجرم أكله ، اذ انها لم تعتاد على اكله ايام الطفوله وكانت عائلتها تكرهه نظر لرائحته التي تؤذي المصلين فاعتقدت انها محرم مثله مثل الخمر .
كبرت زميله أمي وتزوجت وسكنت بجانب جارة ارسلت ولدها للحصول على ثوم من منزلهم، فتفاجئت المرأه من جرئة الطلب وجرمه ، فانهالت على الطفل بأقوال مثل : يالله لا تعاقبنا ياويلنا من الله ! ثوم؟ . 

ثم قامت بطرده من بيتها وهي تستغفر الله على هذا الجرم العظيم
واثناء جمعية الجارات ، عاتبت ام الطفل : ياكافي يا ام فلان روحت وليدي ياخذ منك ثوم وطردتيه
فتفاجئت المرأه وغضبت غضب شديد مره اخرى : وبعد؟ تقولينه قدام الحرييييم ؟ انك طالبتن مني ثوووم ؟ اعوذ بالله ماتخافين الله ؟ .. 

فاستنكرن النساء تفكير تلك المرأه وحاولنا التوضيح لها بأن ماتحمله من افكار خاطئة لا يمت للدين ببصله وثوم :) فأدركت الحقيقة بعد مده


فكر معي اخي القارىء ، كم اعتقاد نظنه الان ماكان الا كذبه ؟  كم مُحرم ومكروه وصلنا بالتواتر وثقافة العيب وشق جيب؟ 
وعندما تقف مع نفسك وتفكر ، يهولون تفكيرك بأنه يجر لك الكفر والشك ، ويرددون مقولتهم الشهيره : يعني هالحين كل هالسنين ندري انه حرام وتجي انت تقول لا ؟ يعني كلنا خطأ وانت صح ؟ 
 فتنفرّ من عقلك وتسلّمه لشخص اخر تظنه هو أعلم بك من نفسك ، تنسى ان من سيقف أمام الله انت وليس هنالك من يقف وكالةً عنك

تذكر معي ، تحريم السيكل! وتعليم المرأه و تغطية النساء وجوههن عن مقدم نشرة الاخبار في التلفاز !
تلك الحروب واستنكار أي تطور ، كم هضمت حق امراه بحرمها من التعليم؟ كم كانت الحياة والتنقلات ستكون اسهل عند تقبلنا للسيارات بشكل اسرع؟ كم كان مقدر علينا التطور السريع من خلال رؤية الثقافات المختلفه في التلفاز ؟ 

التواتر ، ثقافة جيل بعد جيل ، عادات ، اشعر ان الموضوع مرتبط بموضوع اخر ، وتستطيع عدم الاتفاق معي بذلك 

ارى ان الموضوع مرتبط بأنه يجب على الاباء والأمهات مواكبة التطورات ، ان يتفهموها ويتقبلوها لابنائهم ، ان لا يقفو ضد اي امر جديد بحجة انه جديد ومستنكر ، ان لا نتأخر أكثر من ذلك .

 وبناء عليه يجب ان يقف الإنسان قبل ان يقرر الانجاب ، هل انا متأكد من إكتشاف نفسي ؟ هل عقلي مرن الى درجة إنجاب طفلا ذو جيل مختلف عن جيلي وسيمر زمن جديد ويصحبه تطورات جديده ؟ 

نحن لا نملك ذلك الوقت للوقوف جانبا والتفكير ، نحن نسير على مبدأ : ان كنت عزيزي القارىء مكتفي مادياً تفضل تزوج ، وإن كنتي عزيزتي القارئة قد انتهيتي من دراستك تفضلي هذا الفستان 

" يله يله .. قلّ به قلّ به " 

وان كنتم اعزائي المرتبطين قد استغرقتم سنتين دون انجاب طفل ؟ فياللمصيبة واتمنى ان تطوفو الارض لتستشيرو الاطباء وان يٌبصق عليكم من لعاب كريم لرجل دين ( ثقة إن شاءالله  ) 

نركض مع اقدارنا ، لا نستشعر ولا نقرر ، نظن اننا نتخذ خطواتنا بقراراتنا الشخصية وبعد تفكير عميق ، والحقيقة ان هذه هي الأعراف التي تجر بنا للمجهول ، حتى نقف فجأه ونتسائل : ماللذي حدث ؟ 

ان كان الامر عاديّا ومنتشرا هذا لا يعني انه طبيعي ، نحن نرتكب العديد من الاخطاء ، وضحاياها اجيالنا القادمة 

كانت خالتي تحضن ابنتها وتهزها وتحاول تنويمها أو اسكاتها من بكائها او شي من ذلك ،
فقالت لخالتي التي تكبرها بالسن : تتوقعين فلان عرفني كويس ؟ " تقصد زوجها " 
وصلت القهوه لأنفي وقلت وانا أحاول التقاط انفاسي : واللي بيدك هاذي ؟ غطا صلصه ؟ 

0 التعليقات:

Post a Comment