كلمتي في حفل خريجي تخصص القانون" احدثكم من الحاضر انا سديم مستوى سابع لم اجد طريقي بعد وانتم حدثوني عن المستقبل ، ماذا يحدث هناك ؟ ومن انتم ؟

Thursday 14 December 2017










صباح الخير ، صباح الخير لأن " اليس الصبح بقريب "
ذكرها احمد خيري العمري في ( القران لفجر آخر )
بأن الجواب  الذي لا نستطيع ان نفر منه : بلى هو قريب


 ولن يكون الصبح قريباً إلا إذا سرفنا في هذا الليل المظلم باتجاه الصبح ، ولو مكثنا في الليل وتعذرنا بظلمة الطريق وخطورته وصعوبته المسير ليلاً فسيضل الليل محاصراً لنا
وأيضا لن يكون قريبا اذا تمسكنا بالنظر في الماضي واصررنا الى الاتفات له
الصبح اقرب مما نظن ولكن بعده او قربه امر مرتبط بنا نحن ، بقرار المسير الليلي المتحدي للأخطار ، وبقرار عدم الالتفاف الى سلبيات الماضي وادرانه



انا هنا لأطلب منكم طلبين صغيرين ، اوله رجائي لكم ان تحبون ما تفعلون ، ولا تتوقفون عن التعلم ، ولا تخفضو سقف طموحكم ، وان لا تقتلكم الحياة العادية.
من منكم يطمح لحياة استثنائية ؟ من منكم يتعجب من الاستسلام  والرضا المذموم في مجتمعه ؟ و من منكم يرى انه من الطبيعي أن يكره الانسان عملة او دراسته وان يقفز فرحاً في اجازته التي تبنى على سوء الاحوال الجوية الخطيره ؟
ونحن نراها الآن ، في ان بعض الموظفين في جميع القطاعات ، عندما يكون خالي من الإنسانية او يملك أسلوب فظ او يكون الصبح اسوء اوقاته .. الوضع هنا كاد ان يكون اعتياديا ، بأنه مزاج صبح او ضغط عمل ! لا يحييّ ثقافة التغيير ، نسي أنه ليس شجرة ، غيّر مكانك قليلاً لترى الضوء* ، سمعت مره اننا يجب ان نكون في أماكن تسمح لنا بتعلم المزيد ، عندما تكون في مكان توقفت فيه عن التعلم ، غيّره فوراً ..
لا أتمنى ان اسمع بينكم الان الجملة الخبرية القاتلة : أخيراً خلصنا .
نحن لم ننتهي بعد ، وأعلم اني اطفئ فرحتكم الآن ، وعزائي الوحيد لمن ينتهي عن تعلم المزيد حال استلامه لشهادته تلك ، يشعر انه اكتفي تماما من العلم ، ينسى ان هنالك المزيد ليتعلمه من مواهب ومجالات أخرى او حتى ان يطور من نفسه ، والمجال مفتوح لدروس الاون لاين

 ما يميز القانوني انه لا يتوقف ، ويتجدد ، لذلك غالبا ترى عقله مرن ، يتقبل جميع الأفكار ويتعلم ليزداد تواضعا كما السنبلة عندما تكون مليئة بالبذور ، بخلاف السنبلة التي تكون خالية من الداخل ورافعة رأسها بغرور فارغ ، كوني متعددة الاستخدام 😊 ، جربي كل شيء ، تعلمي كل شيء ، فوزي كما تفوز إمراه وانهزمي كما تنهزم إمراه ، بينك وبين المجد جملة واحده ، هو ان نعرف قيمة انفسنا ، ان لا نسمح لأحد ان يحد من طموحنا ويقيدنا ، أنا و انتي نعلم اننا نحتاج الى ضعفي جهدي الرجل في هذه المدينه ، لكن نجاحنا له صدى اكبر من نجاح رجلين في هذه المدينه ، وهذه حقيقة يجب ان لا نهرب منها .

 ولكن دعوني اذكركم الان بعد مسيرة خمس سنوات ونصف ، مسيرة يتخللها حل قضية منعت عينيك من النوم ، ومذاكرة خُذلتي من نتيجتها ، وركض في اسياب الجامعة ، وزحمة طريق كانت سبب لألم قولونك ، وسائق متهور وظروف صحية والعديد من النجاحات والعقبات ...
 اتتوقفين بعد كل ذلك ؟ اتخسرين قيمة نفسك ؟ اتشعرين انك شخص عادي يستحق وظيفك طويلة المدى عادية ولا يتعلم المزيد ؟ اتسمحين لهم ان يقيسو مستوى طموحك بفشلهم هم ؟ تذكري اننا مجتمع مصاب بالعدوى
 لماذا نبني قراراتنا ونقيم انفسنا بناء على رأي غيرنا ؟ لماذا نشبههم بالجهة التي ينظرون منها ؟ لا يحبطونكم السوداوين الخالين من حبهم لارضهم المتذمرين ، امامكم تحدي اخر وانتي من تختارين طريقك ، لانه طريقك وحدك
ابحثي عن الفرص ، اقتبس ماقالته أستاذه أيام الثانوي بسخريه : تبين الدرجات تلحقك يعني ؟ 
 الفرصة متاحة دائماً ولكن لمن يسعى لها بخطوات عملية وليس لمن ينتظر منها ان تدق بابه * الفرص لا تمسك بأصحابها

اما طلبي الثاني ، هو ان كنتي تبحثين حولك عن شخص يؤمن فيك ، ورجائة الوحيد ان لا تخذليه ، فأنا هنا أملي فيكم ، فلا تخذلوني ، لكن تذكري ان خذلانك لنفسك اشد وطأة على القلب من خذلانك لغيرك ، لا يوجد وقت مناسب انتي لست متأخره ولست مبكرة ، انتي تسيرين في وقتك الخاص  بك طريقك الخاص ، ولا تخدعك مظاهر الناجحين المبالغ فيها ، لا تنخدعين من ناجح وضع في جيبة مليون ريال من والده الغني الذي ورث ماله أيضا ، وظهر لكم بقصته المزيفه ، ركزو على من بدأ من الصفر ونجح بشرف ، كل له نجاحاته الخاصه وطريقة الخاص وقدراته الخاصه ، اعرفي نفسك أولا ..

نزيد وقفة احترام ولحظة امتنان لناجحين حولنا الان ، بينكم ، لكل أم وكانت طالبة في نفس الوقت، لمن كانت تتجهز لسؤال طفلها : لماذا لم تحققي حلمك يا أمي ؟ * ، ولكل طالبة تقتسم مكافاتها الجامعية مع عائلتها ، ولكل من دفعت مكافأتها لسائق السيارة الذي يوصلها ، ولمن يصل للجامعة من طريق بعيد ، ولمن اغتربت من مدينة أخرى ، ولمن لم يوقفها المرض او العوائق الصحية من اكمال مسيرتها ،  شكرا لكم شكرا لعطائكم ونجاحكم ، ونقول لكم نحن نراكم وان كنا لا نراكم حقيقة نحن نشعر بنجاحاتكم تلك . انتم فخر أنفسكم وفخرنا ، وشكرا لانكم لم تلقو التهمة على احد


احدثكم من الحاضر ، انا سديم الدحيم مستوى سابع لم اجد طريقي بعد وانتم حدثوني عن المستقبل ماذا يحدث هناك ومن انتم ؟

0 التعليقات:

Post a Comment