رغم نظراته التي تشعرك بأنك إرتكبت خطأ ما، في سنة ما، لا تدري متى! كان يخجل من مشاركتنا الأحاديث.
حتى كسر خجلة من خلال كرتون باسكويت، دار حولنا وهو مبتسم كأنه صنعه.
يقول وهو يصف بحماسة لحادث السير الذي تعرض له قبل سنة ميلادية: تعرفين الشوارع الضييييقه " ثم أشار بيديه العريضتين" اللي يمشينا فيها الشرطي سيد سيد؟ كان الشارع كذا، وبعده إشارة محد يتوقعها، عديت الزحمه ثم مشيت مسرع للإشارة ووقفت،
وكان قدامي ( بي إم دبلو ) وخليت بيننا مسافة صغيره شوي كذا، وكنت سبحان الله حاس أحد بيصدمني، وقفت وراي سيارة وجت بعدها سيارة مسرعه وصدمنا كلنا الثنين أنا واللي وراي، ترا عاد لا تنسين إن وقفتي في إشارة أو وأنتي تسوقين شدي ظهرك لأن إن جتك صدمه وانتي مو شادته توجعك، كانت صدمتني والله توجع " ثم ضاقت عينيه كأنه تذكرموضع الألم" أنا ضغطت فرامل بس إن واجهك نفس الموقف لا قدر الله حاولي تدعسين شوي عشان تخف الصدمة عن سيارتك.
: مافهمت شلون أدعس شوي وأنت تقول ضغطت فرامل!
: إيه انتي ادعسي بس مو كثير " وكان يشير بقدمية دون أن يشعر مستوى الدعسه التي يتحدث عنها"
: طيب انت ليه مادعست؟
: وييين! قدامي بي ام دبلو جديده تلمع، والله حرام!
: طيب الغلط على اللي وراك
: بس حتى لو حرام على البي ام دبلو وحرام على المسكين اللي بيصلحها، اشوى ماجاها شي
: طيب كذا سيارتك تأذت أكثر.
: إيه
: طيب يمكن صاحب البي ام دبلو قيمتها بالنسبه له مثل قيمة سيارتك بالنسبه لك!
: لا بس كانت تلللمع " وبرقت عيناه"
قال بلهجته الحايليه وهو يصف معاناة الابتعاث:
- انا بعد ماخلصت لغه قالو لي عادي نحط رقمك تساعد الطلاب اللي توهم جايين بسكن واجراءات ؟ قلت ابشرو والله ان تحطون رقمي ابرك الساعات، وحطوه وصرت اساعدهم بالاجراءات واشوفها مبادره حلوه.
- وش سويت؟ اكيد سكنت احد منهم عندك.
- صراحه.. نصهم سكنتهم عندي، مساكين كانو طلاب صغار ويصيحون وحالتهم حاله الغربه شينه.
- ماتخاف من احد يجيك يسرقك والا شي؟
- لا وييييين وش هالكلام! كلنا سعوديين.
لا تعلم، هل تحسدهم على طيبة قلوبهم وصفائها وحسن نيتهم؟ أم تشفق عليهم وتدّعي بأنهم غير منطقيين ولا يرون الأمور على حقيقتها.
تتسائل هل لوثتك الحياة أم أنها نتيجة دروسها عليك فحسب؟ وهل كانو هم متواضعي التعلم من دروسها؟ أم كانو يضعون إيديهم على قلوبهم كي لا تتلوث ويمضون؟
رائع
ReplyDeleteهل لوثتك الحياة؟؟
هذا الشخص الذي لم تلوثه الحياة دخل قلبي من خلال كلماتك