قرنا الإستشعار

Wednesday 25 March 2020


إستيقظت صباح هذا اليوم لأبدأ بهمة دب قطبي العمل عن بعد بأقرب فترة زمنية وجيزة، فالنوم والكسل هذه الفترة هما سيدا الموقف، والغلو بغسل اليد نتيجة الخوف من فايروس كورونا المنتشر يجعلني أنسى أن لي يد يوماً.
 فتحت صنبور الماء، وأدخلت يدي تحت الماء الدافىء ثم ألقيت نظرة خاطفة للمرآة، فإشتبهت برؤية أمراً لطالما كرّست حياتي للهرب منه، وسعيت لنكرانه، حتى شككت بوجوده، والاستعاذة بالله منه.

شيء أبيض في شعري، يبدو أنها جائت بخطأ ما، ربما تكون خصلةً من المخدة أو قماش ملابس النوم أو قنبله، أتمنى أن تكون قنبله أو لغم، ربما لغم وسأحركه الآن وسينفجر رأسي ويتطاير دماغي وعينيّ، لدرجة أن منزلي سيتسخ بالدماء، ولا بأس سأعود لأنظفه. 
لكن يارب، لا يكون شيباً!
وبعد التحري وشرب القهوة والإستخارة والإسترخاء بعد الهلع.
 صار شيباً!
 ويجب عليّ الان، كسديم المعتادة، مواجهة المشكلة.
فكرت بأن أنكرها، فنكران المشاكل في بعض الأحيان بمثابة حل، لما لا؟ وقد وُجهت لي نصيحة ثمينة في بداية رحلة إرتباطي ( شوفي ياسديم الرجاجيل عندهم حركات يعني إن اكتشفتي أشياء.. زي مثلاً خيانه! سوي نفسك ماتشوفين). 
فضحكت حتى دمعت عينيّ من هول الغباء، الحمدلله أن من قدم تلك النصيحة كان رجل، وإلا لبكيت لإكتشافي بأن امرأة ما قد قررت التخلي عن حياتها قبل يومها المكتوب، التنازل بدم بارد عن حقها، وكرامتها، والكثير بسكوتها المُجرّم هذا.
ماعلينا..
نعود لقرنا الاستشعار بين شعري الأسود.
 قررت بعد ذلك أن أتجه لأصارح زوجي، كي يستأنف حياته، حرام! خليه يعيش حياته يا سديم. ليه الاحتكار؟ اليوم فيني شيب! يعني ممكن بكره أصحى وما اتذكره.
 لاسأقول ان هذه الخصلة جائت بسببك، لما لا؟ فكرة أن نُحمل غيرنا نتائج أفعالنا فكرة مثمرة في أغلب الأحيان.
أنا فيني شيب، و عندي نقص الزنك، بس بسببك.
ولم يجدي ذلك نفعاً، فرأس زوجي يكاد يكون بياض ثلج، بركات أفعاله، أجل أحد يتزوج قانوني؟
ثم التقطت صورة لتلك المصيبة لأمي وأشرت في الصورة للي ماتتسمى بسهم مرسوم عن طريق البرنامج، فكتبت لي دون ان تلاحظها: وشو؟ يعني تفكرين في المطبخ والا جوعانه؟
الأمهات! استنزاف حنان
وعندما لم أجد الهول المطلوب للموقف، قررت أن أشغل صوت راشد الماجد، عندما قال: عيرتني بالشيب وهو وقار، دارت الدنيا وبها الأيام دارو، جاها بعدي حب مرمطها وقتلها، ، خصلتين بشعرها بيضات صارو.

0 التعليقات:

Post a Comment